تحذير من استدراج جديد للحرب... أبو الحسن يكشف خلفيات موقف جنبلاط
كابوس أردوغان الأكبر قد يتحقق الأسبوع المقبل
نشرت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية تقريرًا للصحافية مايا كوهين نقلت فيه تحليلًا موسعًا للباحث في مركز ديان، د. حي إيتان كوهين ينورجك، حول ما سمّته الصحيفة "الكابوس الأكبر للرئيس التركي رجب طيب أردوغان"، الذي قد يتحقق خلال أسبوع واحد في حال تقدمت المفاوضات بين "سوريا الجديدة" بقيادة أبو محمد الجولاني وإسرائيل نحو اتفاق سلام محتمل شبيه باتفاقيات أبراهام.
وبحسب التقرير، فإن واشنطن تلوّح بتوسيع اتفاقيات أبراهام عبر إقناع دمشق بالانضمام إليها، وهو ما يثير ريبة تركيا التي تعتبر سوريا تقليديًا ضمن نطاق نفوذها. ونقل التقرير عن د. ينورجك قوله إن "الجولاني عندما يقترب من إسرائيل، فهو في الواقع يحاول تقليص التأثير التركي في دمشق، من دون أن يقطع العلاقة بالكامل".
وأضاف الباحث الإسرائيلي أن تركيا تنظر بقلق إلى مسار دمشق نحو إسرائيل ودول الخليج، لأن ذلك قد يفتح الباب أمام إسقاط العقوبات الأميركية وفتح الأسواق الخليجية، ما يمنح سوريا استقلالًا اقتصاديًا وأمنيًا عن أنقرة، معتبرًا أن هذا المسار يشكل تهديدًا مباشرًا لمكانة تركيا في المنطقة.
وكشف التقرير أن المخابرات التركية كانت أول جهاز استخبارات دولي يجري زيارة رسمية وعلنية إلى دمشق بعد سقوط الأسد، وأن شمال سوريا لا يزال فعليًا تحت السيطرة التركية التي تدير هناك بنى تحتية ومطارات ومرافق نقل حيوية. كما أشار إلى أن جزءًا كبيرًا من النخبة السياسية والأمنية في "سوريا الجديدة" تلقى تعليمه في تركيا أو يحمل الجنسية التركية، ما يعكس عمق النفوذ التركي في مفاصل القرار السوري.
وذهب د. ينورجك أبعد من ذلك بالإشارة إلى أن إيران وتركيا خصمان تاريخيان، وأن الأتراك لا يصرّحون بذلك صراحة، لكنهم "استمتعوا فعليًا" بنتائج الحرب الأخيرة التي انتهت، برأيه، بإذلال طهران. وأضاف: «هذا الانتصار سمح لتركيا بأن تصنف نفسها الآن كالقوة الإسلامية الوحيدة في الشرق الأوسط»، مشيرًا إلى أن المشهد الحالي في المنطقة يُظهر إسرائيل وتركيا وحدهما كقوتين إقليميتين بارزتين.
وتوقع الباحث أن تصبح سوريا ساحة الاشتباك القادمة بين أنقرة وتل أبيب، قائلًا: "أين الملعب الذي قد يتحول إلى ساحة صدام بين الدولتين؟ طبيعي أن تكون سوريا"، معتبرًا أن أنقرة ستبذل قصارى جهدها لضمان عدم توقيع السوريين على اتفاق سلام مع إسرائيل، لأن بقاء سوريا إلى جانب تركيا وقطر، وإبقاء إسرائيل معزولة، هو جزء من الاستراتيجية التركية.
وأشار إلى أن أردوغان، خاصة بعد حرب غزة الأخيرة، "يفعل كل ما بوسعه لنزع الشرعية عن إسرائيل"، وبالتالي فإن أي اتفاق سلام بين دمشق وتل أبيب "سيُضعف الاستراتيجية التركية".
واختتم التقرير بطرح السؤال الجوهري: هل سينجح الجولاني في المناورة بين حاجته إلى الاستقلال وبين التبعية الفعلية لتركيا؟ معتبرًا أن الأمر سيكون بمثابة اختبار حقيقي للمستقبل الجيوسياسي للشرق الأوسط الجديد، في ظل ما تملكه أنقرة من أدوات ضغط هائلة على دمشق، بدءًا من الاحتلال في الشمال وصولًا إلى الروابط الشخصية التي تجمع قادة "سوريا الجديدة" بأنقرة.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|